ورئيسة التحرير تعدّ المعلومات والخبرات الفكرية والاجتماعية التي تتجلى في مواد "صوت النساء" الصحفية، ظهر جليا في صوتها ونبرته همومنا واهتماماتنا تجاه الأطفال-الطلبة ونحن نمضي في عام مدرسي جديد.
هو إذن صوتنا جميعا تجاه التعليم، حق الصغار والصغيرات علينا يدفعنا لممارسة حقنا في الرأي با مما يقدم اتجاهات إيجابية.
لا يعني استخدام التفكير النقدي أن يقتصر النقد على الجانب الانتقادي، والذي أراه أسهل عمل سيئ، كونه لا ينبع من الموضوعية والمسؤولية، بل يعمل على التشتيت والإرباك أكثر من تقديم البدائل والحلول.
تشاركنا معا والأستاذة المحررة حول مسألتين سيتمحور حولهما المقال، وهما التعلم وتوظيف المعلومات في الحياة، والسلوك، ونظن أنهما مرتبطان معا، وكل منهما يؤسس للآخر.
أما منطلقنا معا، فكان البيت والمدرسة، بالارتكاز على الحق والواجب، لماذا؟
الجواب يتمثل أنه في ظل التعاون الحقيقي المنهجي القائم على الثقة والمحبة والاحترام بين مؤسسة البيت ومؤسسة المدرسة سيكون أحد مفاتيح تحقيق الإنجاز في حياة أبنائنا وبناتنا.
فجميل ونحن نتحدث عن واجب وزارة التربية والتعليم العالي من خلال مديري/ات المدارس والمعلمين/ات أن نتأمل إمكانياتنا فيما نطوره من فعل استحقاق واجبنا أولا تجاه الأبناء والبنات، ثم نفحص حقهم/ن على المؤسسة التربوية الحكومية والخاصة ووكالة الغوث أيضا كشركاء.
التعلم الفعال والسلوك الإيجابي، هدفان مهمان، يتحققان من خلال فهم عوامل جذب الطفل/ة، وزيادة دافعيته للاقتداء بما هو ضروري له.
في كل مرة نتجاذب الحديث والنقاش حول أطفالنا في البوت، أضع المسؤولية علينا أولياء وووليات الأمور، أما في المدرسة، فكنت دوما أقول لزملائي عبارة: "الحق علينا" قاصدا أن المسؤولية علينا وإذا ن هناك خطأ ما فهو خطأنا، وكان أكثرهم يحتجون، لكن بعضهم خصوصا فكان يفكر، ربما يتذكر طفولته، وأظن أن وضع الكبار انفسهم مكان الصغار من خلال تذكر ذلك، أو عمل ورش عمل تعمل على تغيير الأدوار، سيساهم في بذر بذور التغيير.
الأهالي يعانون من تراجع التحصيل خصوصا لدى الذكور، كما يعانون من وجود عنف في سلوكهم وتعاملهم مع بعضهم بعضا. فكيف العمل؟
أظن أن التواصل بين المدرسة والبيت، التواصل المنهجي او الاختياري والذي يمكن أن ترعاه المدارس والمجالس المحلية، وقد تم اختبار ذلك من خلال المجالس التربوية التي قامت بها مديريات التربية بالتعاون مع المجالس المحلية.
على المستوى الفردي-الاختياري الحر والمسؤول، يمكن أن تتم المبادرة من خلال الوالدين والمعلمين/ت، فصدق النوايا والاهتمام وحمل هذا الهم كاهتمام سيؤدي إلى عمل اختراق فعلي في السلوك التعلمي والشخصي للطلبة.
متى نلاحظ ازدياد العنف أو الحزن أو الكآبة عند الأطفال؟ وهل هناك علاقة بين ذلك وبين تلبية الحاجات التعلمية؟ أظن ان لذلك علاقة، وقد أثبتت الدراسات التي أجريت على الأطفال وطلبة الجامعات وعلى المواطنين/ات الارتباط بينهما، فكلما كان الإنسان مستقرا، فإن سلوكه سينسجم مع هذا الاستقرار، والعكس صحيح، فالاستقرار النفسي والاجتماعي يساهم في إيجاد مناخ ملائم للتعلم في المدرسة والبيت.
نستطيع تشخيص الجزء الأكبر من المؤثرات على حياة الطفل، عن طريق تتبع استخدامه للوقت، في البيت كما المدرسة، في البيت وغرفة الصف، حيث أنه بالمشاهدة البسيطة لتوزيع الوقت نستطيع وضع أيدينا على المشكلة، حيث زاد قضاء الطلبة لوقت اللعب بعد العودة من المدرسة، حيث إنهم/ن يمارسون اللعب الحركي ثم اللعب الالكتروني من خلال الاي بود والاي باد والحواسيب والألعاب الافتراضية، إضافة للتفاعل في فضاء الفيسبوك...، والتي تؤدي عموما لاستنزاف الوقت من جهة وزيادة محاكاتهم للعنف من جهة أخرى، ويصبح لذلك أبعاد وجوانب أخرى في سنوات المراهقة، وتظهر جوانب جديدة لها علاقة بالرأي السياسي ما بعد المراهقة، ولأن كل ذلك غير مدروس بل هو ارتجالي، فإن الطلبة يقعون تحت تأثيرات مختلفة ومتناقضة، فيشعرون بالاغتراب في العلاقة مع الكبار في البيت والمدرسة. لذلك فإن مراقبة وتنظيم تعريض الأطفال لهذه (الأجهزة الذكية) ضروري حتى لا نفتقد الذكاء الاجتماعي ةالثقافي فيما بعد.
فمن جانب المدرسة، فإن تفاعل المعلم/ة مع الطلبة عبر الفضاء الالكتروني يقوم بتحفيزهم/ن نحو استخدام المعلومات، أي تفعيل عملية التعلم. بالاضافة لجذبهم نحو الدروس التفاعلية، التشاركية في جو مودة واحترام، تجعل المدرسة مكانا محببا، إلى الحد المقبول واللازم لعملية تعلم جيدة تسهم بوضعه على سلم التعليم العالي او المهني.
أما البيت، فهو الحاضن الأول للطفل والذي يمكن بذكاء أن يجذب أعضاءه الصغار والصغيرات له، ويخفف من الاغتراب، الذي يدفعم لتفريغ طاقاتهم خارج البيت، فيصبح الانتماء للأسرة محدودا، ويصبح البيت مكانا للطعام والنوم وتصفح سريع للكتب المدرسية وتصفح طويل للاجهزة الذكية!
ربما ليس هناك جديد لنضيفه هنا، سوى التأكيد على العلاقة الإيجابية القائمة على المحبة واحترام الكرامة بين الصغار والكبار، والاقتراب بين العالمين وصولا لنقاط اتزان وتوازن تضمن الحد الأدنى المقبول لتحقيق لالنمو التربوي، والسلوك الإيجابي، لضمان تجنب الفجوات المعرفية والمهارية بين صف وصف جديد، لأظن ذلك أيضا يؤثر على الثقة والتحصيل.
البيت والمدرسة مكانان وزمانان للأطفال من المفروض أن يدعما الطلبة وهم/ن ينطلقون تجاه الأماكن الأخرى التي ستصير مع الزمن تستقطب معظم الوقت.
في الحوار مع محررة صوت النساء لبنى الأشقر الأستاذة والأكاديمية والتربوية والصحفية حديث ذو شجون، وتشعبات، وهو يستند لأدوارنا معا في رعاية الأطفال وتنشئتهم، والتي صار مهما جدا أن يدرك الجميع أن تربية الطفل ورعايته والعمل المنزلي هو دور للوالدين معا، وسيدرك الآباء بأن المشاركة هنا هي مشاركة إنسانية مهم لزيادة التماسك وتحقيق الأهداف، فلا شيء أعزّ من الأطفال، وهم أولا دائما. لذلك فإن بحث ذلك أسريا وتربويا وإعلاميا مباح بل ضرورة وواجب وحق.
هو حديث ذاتي عن أبنائنا وبناتنا، حديث صريح عن نجاحاتنا وإخفاقاتنا، وهو حديث موضوعي، له أولوية تربوية ووطنية واقتصادية واجتماعية وإنسانية.
لا صباح يدركنا كما شهرزاد، فنسكت عن الكلام المباح، فكل الكلام المنطقي والعقلاني هنا مباح.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق